اليوم- يا أحبائى- ونحن نحتفل بنشر العدد الأول من جريدة مجلس كنائس مصر “كنائسنا المصرية”  نتذكر صلاة المسيح من أجل وحدة الكنيسة “لِيكون الجميع واحدًا، كما أنك أنت أيها الآب في وأََنا فيك، لِيكونوا هم أيضًا واحدًا فينا، لِيؤمن العالم أنك أرسلتني ” (يوحنا 17 : 21)

إن وحدتنا ومحبتنا لبعضنا البعض تساعد العالم أن يؤمن بإرسالية السيد المسيح والتى من خلالها أعد خلاصًا هذا مقداره لكل البشرية.

ويؤكد الرسول بولس على أهمية وحدة الكنيسة عندما واجه الانشقاقات التى حدثت بكنيسة كورنثوس بقوله: “ولكنني أطلب إِليكم أيها الإِخوة، بِاسمِ ربنا يسوع المسيحِ، أن تقولوا جميعكم قولاً واحدًا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكرٍ واحد ورأي واحد” (1كو 1 : 10).

ويذكرنا فى سؤاله الاستنكارى: “هل انقسم المسيح؟!” بأننا واحد لأن المسيح واحد.

ونحن نؤكد إيماننا وإيمان كنائسنا فى كل مرة نردد فيها كلمات قانون الإيمان النيقوى “ونؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية“.

وقولنا نؤمن بكنيسة واحدة يؤكد أننا مجرد أجزاء أو أعضاء فى هذه الكنيسة الواحدة الجامعة، نكمل بعضنا البعض ونتحد تحت رأس واحد هو المسيح يسوع. فنحن ككنيسة أسقفية / إنجليكانية مجرد عضو صغير وغير كامل فى جسد المسيح وعدم كمالنا يشير إلى الجسد الكامل كنيسة المسيح الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية.

ولما كانت وحدة الكنيسة هى أكبر تهديد لقوى الشر الروحية، عمل عدو الخير على تقسيم الكنيسة من خلال إثارة الجدل حول كل أمر من شأنه أن يوحد جسد المسيح مثل المعمودية وسر الأفخارستيا وانبثاق الروح القدس، بل والأكثر من ذلك أن عدو الخير أثار الجدل وسبب الانقسام حول طبيعة المسيح الذى هو سر وحدتنا.

وهنا أود أن أذكر أن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الأسقفية الإنجليكانية وقعت فى العام قبل الماضى اتفاقية لاهوتية تؤكد تطابق رأى الكنيستين فى موضوع طبيعة المسيح وانبثاق الروح القدس.

إننى أرى أننا ككنائس مصرية… نعيش فى هذه المرحلة الهامة والحرجة من حياة بلادنا ومنطقتنا نحتاج أن نقوم بأمرين:

أولاً: أن نستمر فى الشهادة لإنجيل المسيح بطريقة تناسب العصر الذى نعيش فيه وتناسب الأجيال الجديدة. وهذا يتطلب استخدام برامج فعالة فى الكرازة والتلمذة.

ثانيًا: نحتاج أن نشجع أبناء وبنات كنائسنا على الانخراط فى المجتمع وبذل الجهد فى تنمية بلادنا الحبيبة مصر، فنحن مطالبون أن نعمل على تقدم بلادنا وأن نطلب سلامها وسلامتها كما أمر الرب.

لقد انعزلنا أعوامًا كثيرة وجاء الوقت لكى نمد أيدينا ونعمل مع جميع المصريين، حتى نساهم فى تشكيل مصر الجديدة التى نتمناها.

أخيرًا يا أحبائى.. إن الوعد لنا فى كلمة الله: “أَمين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل أيضًا” (1 تس 5 : 24 ).

رئيس الأساقفة د. / منير حنا  أنيس

رئيس أساقفة الطائفة الأسقفية بمصر

وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى

وإقليم القدس والشرق الأوسط