نـــــؤمــن “بـــرب واحـــــد يســـــوع المسيـــــح … مـــــات وقُـبـــــر وقـــــــام مـن بـيـن الأمـــــــــوات”.

ابنائى الاعزاء،،،

نحتفل اليوم بابتهاج وفرح روحى بعيد الفصح المجيد “ان فصحنا الذى هو فصح الرب. قد اشرق لنا فصحاً مطرباً. فصحاً جليل الاعتبار. فصحاً نصافح فيه بعضنا بعضاً بفرح. فيا لُه من فصح منقذ من الحزن”، ولكننا لا نستطيع نسيان واقع حياتنا اليومى المؤلم بما يحمله من الم وظلم ومرض، فالفصح حدث فريد ذو قوة خاصة يتلاشى الحزن والبكاء امام رونق النور الالهى المنبعث منه، وتنتصر القيامة المانحة للحياة.

نعلم ان الكثير من اخواتنا يختنقون اقتصاديا واخرون منهم على حدود البؤس، تعانى كل المجتمعات بجميع اطيافها من امور شتى ويشعرون بعدم الامان ويمرون بمأزق عديدة تؤثر سلبياً على حياة شعوبهم ولايوجد من يكتفى بمشاهدة هذه الدراما من بعيد بل الجميع يقعون تحت وزر هذه الازمة ونتائجها.

تدعونا هذه الظواهر الى ان نلتف جميعا والى نقد الذات وادراك عجزنا وعدم قدرتنا على العمل معا الا بالمحبة. دعونا نتأمل حولنا حيث تسود الكثير من الحروب والمأسى، فهناك العديد من المناطق الواقعة بالقرب منا امتلئت بالنازحين الذين يعيشون مأزق حياتية وانسانية نتيجة لوقوعهم فريسة للمصالح والاهداف الاقتصادية والسياسية لأقوياء هذا العالم.

ففى منتصف الظلمة التى تفرضها خطايا البشر يسطع نور قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، ففى ايماننا الارثوذكسى يعتبر كل انسان شخص فريد فى كيانه وايقونة لله بغير تمييز بين لون او عرق او دين او حضارة، وهذا يحتم علينا خدمة الانسان بكل محبة وتفانى وخاصة من هو فى حاجة لهذه المساعدة، ذلك تطبيقا لوصايا مخلصنا وخالقنا ربنا يسوع المسيح. كلنا نعلم ان الكنيسة هى جسد المسيح وعندما يعانى احد اعضائها يتألم الجسد باكمله (لان الرب محبة والذى يبقى فى المحبة الرب يكون معه).

ان الايمان (بالذى مات وقُبر وقام فى اليوم الثالث) والعلاقة الوجودية معه تعطى لروح المؤمن القوة والمقدرة على التحمل والصبر، وتمنحه كذلك قوة روحية وطمأنينة وسلام داخلى.

ان هذا الايمان يلهمنا بان نقف بكل محبة بالقرب ممن هم بحاجة الى المساعدة، فالاحترام والعناية بمن هم متعبون تعد تعبيرا بشكل جوهرى عن ايماننا وعبادتنا للقائم من بين الاموات (من اجل خلاصنا) الرب يسوع المسيح، والاكثر من ذلك ادراك وتفهم احزان اقاربنا والاهتمام بتوفير سبل راحتهم والقيام باعمال المحبة تعد اعلانا صريحا لايماننا بالقيامة.

ابنائى الاعزاء،،،

المسيح قــــــــــام

“اليوم يوم محبة، انهزم الجحيم … وتضئ الوجوه بنور شمعة القيامة الممسوكة بايدى المسيحيين”، وكما يقول الشاعر ذيونيسيوس سولومو: {فليمنحنا الرب القائم من بين الاموات رئيس الحياة الأمل والمحبة والعزيمة والفرح داخل النور الذى لاغروب له}. نور القيامة الذى يمنح الجميع البركة بقيامة المسيح المنتصر على الموت والفناء والألم.

الـمسـيـــــح قـــــام … حــقـــــا قـــــام

احييكم واعيد عليكم جميعا بل على كل فرد على حدى بمعايدة القيامة متمنيا كل الخير وان يبارك الرب القائم من بين الاموات كافة اعمالنا.

البابا ثيوذوروس الثانـــــى

بابا وبطريرك الاسكندرية وسائر افريقيا