“يا جاهل”

هذه الكلمة التي قالها الرب يسوع على لسان الله في مثل الغني الجاهل (لو 12/16-21) هي كلمة قد يكون كل واحد منا في احتياج أن يسمعها فبرغم أن هذا الغني في عيون العالم هو رجل أعمال ناجح يدير أعماله بجدارة ويستصلح أرضه ويحب كيف يخزنها لأيام القحط الا أنه “جاهل بحكمة الله” لأن أولاً المستقبل لا يعرفه الا الله وحده والموت يأتي “كالسارق”؟ (لو 13-21) ولم يحسب حساب اليوم الذي سيأتي اليه. ثانياً يسوع يقول لنا “أنظروا الى طيور السماء انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع في مخازن وأبوكم السماوي يقوتها، ألستم بالحري أفضل منها” (متى 6 :26) هذه ليست دعوة للكسل بل دعوة للثقة في الرب وعنايته لنا فلا يجب أن نتواكل بل نتكل على الله يقول سفر الأمثال “الانسان في التفكير والرب في التدبير” (أمثال 1:16 ) هذا الرجل الغني أيضاً جاهل لأنه فكر في توسيع المخازن ولم يفكر في توزيع الفائض ويشاركه مع الآخرين خاصة المحتاجين والمعوزين في توزيع هذا الفائض، بل حسب حساب اقتصادي وليس حساباً انسانياً وللأسف بعض الدول تفعل نفس الشئ حتى تحافظ على سعر منتجاتها، مثل الغني الجاهل والغني الذي للعازر يجلس على بابه (لو 16/1:13) وأخيراً يقول صاحب المثل يا جاهل لأنه بخيل يقول القديس بولس “من يزرع بتقتير يحصد بتقتير ومن يزرع بالبركات بالبركات يحصد”(2 كورنثس 9: 6- 7) والسيد المسيح بعلمنا ان من له ثوب بعطي كل الرداء، كما مدح المرأة الفقيرة التي أعطت الهيكل “فلسين” (مر 12: 43) أي كل ما لديها بينما الآخرون الأغنياء النبلاء يتباهون حتى بالقليل الذي يعطونه وهذه هي فكرة العشور أن يشارك الانسان أخوه الانسان فينال بركات كثيرة تفيض عليه بالنعم من لدن الله.

الأب رفيق جريش