القس الدكتور بيشوي حلمي الأمين العام السابق لمجلس كنائس مصر لـ (كنائسنا المصرية):

طريق الوحدة طويل ويحتاج خطوات كثيرة وصلاة وصبر ووقت

مجلس كنائس مصر متفرد في أمر قيادته، فليس له رئيس واحد لكن رؤساء الكنائس الخمس يشكلون الهيئة العليا للمجلس

أهم الانجازات: اقرار النظام الأساسي واللائحة الداخلية وتفعيل سبع لجان من لجان المجلس واللقاءات المشتركة بين الكنائس

القس الدكتور بيشوى حلمى، حاصل على بكالوريوس جراحة من طب جامعة عين شمس، ودرجة الدكتوراه في الطفولة من معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس ودكتوراه في اللاهوت حول حقيقة صلب وموت وقيامة السيد المسيح من معهد الدراسات القبطية وبكالوريوس من الأكليريكية. وهو كاهن بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا، ووكيل الكلية الأكلريكية بالقاهرة.

  القس الدكتور بيشوى متزوج من الدكتورة لورا بترا ولديه طفلة (ماريا) في الصف السادس الابتدائى.

حاوره ثروت صموئيل

  التقينا به لنعرف المزيد عن مجلس كنائس مصر بصفته أول أمين عام لمجلس كنائس مصر. وقبل أن ويترك منصبه للقس رفعت فتحى ممثلاً للكنيسة الإنجيلية.

  • بعد 3 سنوات من تأسيس مجلس كنائس مصر، كيف ترى حالة الوحدة بين الكنائس المصرية؟

أشكر ربنا على السنوات الثلاث الماضية، وأشكر ربنا أنه دعانى أن أكون أول أمين عام لمجلس كنائس مصر، أرى أن هناك خطوات عملية كثيرة تسير في طريق الوحدة؛ فوجود لقاءات ومؤتمرات مشتركة وقضاء أيام متصلة معًا على مستوى لجان عديدة، أمر لم يكن موجودًا من قبل. فأشعر أننا نسير على طريق الوحدة. بالطبع يوجد أشخاص متعجلون ومتشائمون ويطلبون تحقيق كل الأحلام بسرعة لكن تحقيق الأحلام والآمال الكبيرة لا يتم في يوم وليلة. طريق الوحدة طويل ويحتاج خطوات كثيرة وصلاة وصبرًا ووقتًا.

وللمستعجلين أقول لا تتعجلوا، الله عندما خلق العالم خلقه في 6 أيام، كان يمكن أن يخلقه في يوم واحد ولكنه أراد أن يعلم الإنسان الصبر، وتوجد خطوات أولى تليها خطوات ثانية وثالثة وأهم شىء هو أننا عرفنا الطريق.

  • كيف بدأت فكرة مجلس كنائس مصر؟

الفكرة بدأت في قبرص في مؤتمر تابع لمجلس كنائس الشرق الأوسط عام 2011، لاحظنا أننا نتقابل معًا كقيادات كنسية خارج مصر فقط، مثلاً في قبرص ولبنان والأردن، في مجلس كنائس الشرق الأوسط، أو لقاءات مجلس الكنائس العالمى، وفي الجلسات الجانبية لمجلس كنائس الشرق الأوسط المذكور، بدأت القيادات الكنسية تتساءل، لماذا لا نلتقى إلا في خارج مصر؟ وبدأت الفكرة تتبلور وبدأت الفكرة تجد قبولاً. ثم بدأت الجلسات التأسيسية من أواخر 2011 وطوال 2012. وأخذنا البركة من فم المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث. وذلك في 15 فبراير 2012 قبل نياحتة بشهر تقريبًا، ففي أسبوع الصلاة العالمي الذي يقام سنويًا من أجل الوحدة وفي يوم الأربعاء منه والذي اعتاد قداسة البابا أن يقام يوم الصلاة في الكاتدرائية، أعلن أنه من الجميل أن تصلى كنائس متنوعة معًا، وهم الآن في صدد إنشاء مجلس كنائس مصر. وطلب الصلاة  من أجل هذا الأمر وكانت هذه البداية.

وبعد تولى قداسة البابا تواضروس الكرسي المرقسي اطلعناه على ما تم  في هذا الشأن من خطوات، فسأل قداسته عن موعد اللقاء القادم للجنة التأسيسية فاخبرناه بأنه سيكون في يوم 18 فبرابر 2013 وطلبنا حضوره لمباركة الاجتماع، فقال سأحضر وأعلن تأسيس مجلس كنائس مصر وكانت مفاجأة جميلة جدًا.

وطلب رأي باقي رؤساء الكنائس في هذا الأمر فوافق الجميع على هذه الخطوة وهذا الميعاد. وكان لدينا تصور للنظام الأساسى للمجلس من خلال الجلسات التمهيدية التي استمرت لأكثر من عام.

 

كيف تم اختيار قدسك للأمانة العامة؟

كان هذا قي يوم تأ سيس المجلس في 18 فبراير 2013 حيث فوجئت بأن المقعد المخصص لجلوسي كان إلى جوار قداسة البابا تواضروس الثاني من ناحية اليسار، وكان يجلس عن يمينه نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وكانت المفاجأة الأكبر هي أن همس قداسة البابا في أذني قائلاً لي: أبونا بيشوي، قدسك هتكون أمين عام للمجلس، وكانت مفاجأة مذهلة بالنسبة لي واشكر قداسته كثيرًا على هذه الثقة الغالية التي أولاني بها، وعلى محبته الفياضة وارشادته الصائبة طوال هذه الثلاث سنوات.

  • السنوات الأولى من تأسيس أى مؤسسة أو هيئة كبيرة يكون فيها الاهتمام بالهيكلة ووضع النظم الأساسية واللوائح. وربما تقل الإنجازات. كلمنا عن بعض الإنجازات في مجلس كنائس مصر.

الإنجاز الأول، التشريعات والقوانين، حيث انتهت اللجنة القانونية من عمل اللائحة الداخلية للنظام الأساسى لمجلس كنائس.

الإنجاز الثانى تم تفعيل 7 لجان وقيامها بكثير من الأنشطة وهي اللجنة القانونية، اللجنة المالية، لجنة المرأة، لجنة الشباب لجنة الإعلام لجنة الرعاية والكهنة، لجنة الحوار المجتمعي.

  • ما هي اللجنة التى تتمنى أن تبدأ قريبًا؟

 لجنة الطفولة والتربية وسوف أعرضها على اجتماع الرؤساء في الاحتفال القادم.

  • ما هو الهيكل الأساسى للمجلس؟

مجلس كنائس مصر متفرد في أمر قيادته، فليس له رئيس واحد، لكن رؤساء الكنائس الخمس يشكلون الهيئة العليا للمجلس (مجلس الرؤساء).

وتأتى بعده اللجنة التنفيذية وتضم ثلاثة أعضاء من كل كنيسة، وتأتى رياستها بالتناوب الأولى كانت للكنيسة الأرثوذكسية والثانية للإنجيلية والثالثة للكاثوليكية والرابعة للروم الأرثوذكس والخامسة للكنيسة الأسقفية وذلك وفقًا للنظام الأساسى للمجلس وكان رئيس اللجنة التنفيذية في الدورة الأولى نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي.

ثم الأمانة العامة ويمثل كل كنيسة أمين واحد يسمى الأمين المشارك وهم القس بيشوى حلمى عن الكنيسة الأرثوذكسية والقس رفعت فتحى عن الإنجيلية والأب كميل وليم عن الكاثوليكية والأب يوسف داروس عن الروم الأرثوذكس والكانون سامي شحاتة عن الكنيسة الأسقفية.

وتوليت أنا الدورة الأولى والدورة القادمة القس رفعت فتحى وهكذا بالمثل كنظام اللجنة التنفيذية أي بالتتابع المذكور سابقا.

ثم بعد ذلك اللجان، لدينا 13 لجنة بحسب النظام الاساسي من بينها لجنة الرؤى والتخطيط والتي رأت اللجنة التنفيذية أنها تقوم بدورها وهناك اقتراحات بأن تضم لجنة الطفولة للجنة التربية، وبهذا يصبح فعلياً لدينا 11 لجنة، تم تفعيل 7 لجان منها. وكل لجنة تضم 3 أعضاء من كل كنيسة.

  • كيف يتم اختيار الأمين العام القادم؟

كما قلت إن النظام الأساسى حدد ترتيب تولى الأمانة العامة. فالكنيسة التى يأتى دورها ترشح فرد منها ويعلن اسمه أمام الجميع وإذا لم يكن هناك اعتراض يتم إقرار الاختيار. واختارت الكنيسة الإنجيلية القس رفعت فتحى للأمانة والقس الدكتور جورج شاكر لرئاسة اللجنة التنفيذية.

والحقيقة إن الاسمين لقيا قبولاً كبيرًا.

فالقس رفعت فتحى شخص مهذب وفاضل وشاعر وواعظ ودارس ولديه خبرات في مجالس عديدة.

والقس جورج شاكر، وهو شخص محترم ووقور وبشوش وقائد وواعظ ودارس للكتاب المقدس، الشخصان جميلان، اعتقد أنهما سيدفعا المجلس إلى الامام ويكملان المسيرة بكل همة ونشاط.

  • ماذا تقول للأمين العام القادم؟

أقول له: المشوار طويل يحتاج وقتًا وجهدًا وصلاة وصبرًا وأحضانًا واسعة وأذهانًا متفتحة وأيدٍ ممدودة والمسئولية كبيرة وتحتاج إلى حكمة وافراز.

  • بخبرتك لمدة 3 سنوات في أمانة المجلس، اكتب لنا روشتة نجاح للمجلس لمزيد من الإنجازات؟

كل فرد مسئول في أى لجنة من اللجان عليه أن يقوم بدوره، فلا يستصغر دوره. نجاح المجلس يتوقف على نجاح لجانه. ويحتاج المجلس الصلاة من أجله لتحقيق هدفه.

  • ماذا تقول لجريدة كنائسنا المصرية؟

أقول لهم: ألف مبروك لاصدار العدد الأول وعقبال ما نحتفل بالعدد المئوي. واتمنى أن تصل الجريدة لأكبر عدد ممكن، كما أتمنى أن يصل العدد المطبوع منها إلى 30 أو 40 ألف في العدد الواحد، وأن تصل الجريدة إلى النجوع والقرى، حتى يرى الجميع روح الوحدة والحب والألفة بين الكنائس قادة وشعبًا.

بعيدًا عن مجلس كنائس مصر

  • ماذا تقرأ وهل لديك الوقت للقراءة؟

نعم يوجد لديّ وقت للقراءة، اليوم الذى لا اقرأ فيه أعتبره يومًا غير محسوب من عمرى، فلا بد بعد كل مشغولياتى وفي نهاية اليوم أقضى من ساعة إلى اثنتين في القراءة.

  • أكثر الكتب التى تشد انتباهك واهتمامك؟

أنا اقرأ في كل الموضوعات وخاصة الموضوعات العقائدية والكتابية والعلمية خاصة الكتب الطبية وأيضًا القضايا الاجتماعية وكتب الأدب والشعر.

  • ما هى المواد التى تدرسها في الأكليريكية؟

أدرس لاهوت عقيدى وحوارات مسكونية مع نيافة الأنبا بيشوى وهو عالم جليل في اللاهوت والمسكونيات وقد تعلمت منه كثيرًا

  • ما هو آخر كتاب صدر لقدسك وما عددهم؟

بنعمة ربنا 18 كتاب وآخر كتاب حقيقة موت المسيح وهو جزء من رسالة الدكتوراه. فالرسالة تشمل حقيقة صلب وموت وقيامة السيد المسيح. صدر الموضوع الأول حقيقة هل حقًا صلب السيد المسيح؟، وفي عيد القيامة الماضى هل حقًا مات السيد المسيح؟ في إبريل القادم إن شاء الله كتاب هل حقًا قام السيد المسيح؟ وهو الكتاب رقم 19.

  • كيف استطعت أن توفق بين المسئوليات المتعددة؟

هى نعمة الله. هى التى تسند ونشكر ربنا أنه يختار الجهلاء والبسطاء يعمل بهم ليس من حكمة فيّ. تدربت منذ صغرى على تنظيم الوقت فالمشكلة كما قال قداسة البابا شنودة  المنيح ليست في ضيق الوقت بل في تدبير الوقت وترتيبه. أنا أكون قلقًا جدًا إذا لم أستفد من الوقت.

  • أخصص أيام للأكليريكية وأيام لكنيستي ويوم لأسرتى وأحاول أعوض أسرتى برحلات خاصة ولاسيما أن ابنتى عمرها 12 سنة وتحتاج إلىّ الكثير.

تمت المراجعة