تلقيت دعوة كريمة من المونسنيور الدكتور يوأنس لحظى جيد، رئيس مؤسسة الأخوة الإنسانية لحضور حفل افتتاح أول فرع من سلسلة مطاعم الأخوة الإنسانية «فراتللو»، بالمعادى لتقديم وجبات مجانية للأسر الأولى بالرعاية.

وحضرت الافتتاح الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة سابقًا، والدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وعدد كبير من رجال الأعمال وممثلى منظمات المجتمع المدنى.

وفى كلمتها أكدت وزيرة التضامن أن الوزارة ستساهم بنسبة ٢٠% من المشروع من أجل تعزيز هدفه النبيل، وذلك من خلال برامج دعم المواطنين.

وترتكز فكرة المطاعم على مبدأ الأخوة والتكافل، حيث سيتم تقديم وجبات طعام للمحتاجين وعائلاتهم بطريقة تحفظ كرامتهم كزبائن.

وما تقوم به مطاعم الأخوة الإنسانية ذكرنى بذلك القاضى العادل والرحيم الذى كتب عنه الدكتور محمود الخطيب فى كتابه الشيق «عدوى الأمل» فى قصة ذات مغزى ودلالة عن الحكم الذى أصدره قاضٍ عَلى صبى عمره ١٥ عامًا تمَّ القبض عليه متلبِّسًا بالسَّرقة من دكَّان فى أمريكا وخلال محاولة الصبى الهرب حطَّم أحد الرُّفوف.

فى جلسة المحاكمة سأل القاضى الصَّبى بعد أن سمع تفاصيل الحادثة:

«أحقًّا سرقت شيئًا؟ سرقتَ خبزًا وجبنًا وحطَّمت أحد الرُّفوف؟»

أجاب الصَّبى فى خجل وهو مطأطئ الرَّأس:

نعم.

القاضى: «لِماذا سرقتَ»؟

الصَّبيّ: كنت محتاجًا.

القاضى: ألم تستطع شراءها بدل سرقتها؟

الصَّبيّ: لم أكن أملك مالًا.

القاضى: كان باستطاعتك طلب الـمال من والديك.

الصَّبيّ: لدىّ فقط أمِّى الـمريضة التى ترقد فى الفراش وليس لديها عمل.. من أجلها سرقت الخبز والجبن.

القاضى: وأنت.. أَلا تعمل شيئا؟ ألا يوجد لديك عمل؟

الصَّبى: اشتغلت فى غسل السيارات. أخذت إجازة ليوم واحد لكى أساعد أمِّى، وَلِهذا السَّبب فصلونى من العمل.

بعد انتهاء الـمحادثة مع الفتى، أعلن القاضى الحكم:

«السَّرقة، خاصَّة سرقة الخبز، هٰذِهِ جريمة مخجلة جِدًّا.

وجميعنا هنا مسؤولون عن جريمة السرقة هذِهِ. اليوم، جميع الحضور فى هذِهِ القاعة، بمن فيهم أنا، مسؤولون عن جريمة السرقة هذِهِ».

وَهكَذا، فإنَّ جميع الحضور سيغرَّمُ بعشرة دولارات، ولن يخرج أى شخص من القاعة قبل أن يدفع ١٠ دولارات. أخرج القاضى من جيبه ورقة من فئة ١٠ دولارات، وأخذ قلمًا وبدأ بالكتابة:

«بالإضافة، حكمت بغرامة ١٠٠٠ دولار، عَلى صاحب الدُّكَّان الَّذى سلَّم الصَّبى الَّذى يعانى الجوع، إِلى الشُّرطة، وإذا لم تدفع الغرامة فى السَّاعة الواحدة، سيظلُّ الدُّكَّان مغلقًا».

اعتذر جميع الحضور فى القاعة للصَّبى وسلَّموه المبلغ كاملًا. خرج القاضى من قاعة المحكمة، وهو يحاول إخفاء دموعه. بعد أن سمع الحضور قرار الحكم، كانت أعينهم تفيض بالدُّموع.

أضاف القاضى: «إذا تمَّ القبض على شخص ما يسرق الخبز، فيجب أن يخجل جميع السُّكَّان، والمجتمع فى هذه الدَّولة».

 

القس رفعت فكري سعيد