بقلم : مصطفى وحومة (جريدة الوطن)
أكدت “الكنائس” المصرية، أن الأحداث الإرهابية التي وقعت في سريلانكا واستهدفت احتفالات المسيحيين بعيد القيامة داخل الكنائس هناك، لن ترهب أقباط مصر، أو تمنعهم عن الاحتفال بالعيد الذي ستقام قداساته الرئيسية مساء السبت المقبل، بحسب تقويم الكنائس الشرقية.

الأرثوذكسية: لا داعي للقلق فلم يستطع أحد أن ينزع فرحتنا خلال 20 قرنا

وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن حياتنا في يد الله فنحن لا نخاف إنسان مهما كان ولا نقلق من أي تهديدات أو أمور يمكن أن تحدث.

وأضاف “حليم” لـ”الوطن”: “لم يستطع أحد أن ينزع فرحتنا منا عبر عشرون قرنا من الزمان فما الداعي للقلق الآن، ووصية السيد المسيح لنا أن نفرح إلى المنتهى ولا ينزع أحد فرحنا منا، لذلك سنفرح اليوم والغد وإلى الأبد، ونحن نثق في وعده الصادق لنا”.

وتابع: “أقباط مصر يزدادون صلابة وقوة بالاضطهاد، وبالعكس الكنيسة صارت ثابتة ونامية وممتدة بفعل الاضطهاد، والكنائس يزداد عدد المصلين فيها أيّام الاضطهاد أكثر بكثير من الأيام التي ليس بيها اضطهاد، وأقول أكثر من ذلك يوجد أناس لم نستطيع أن نقنعهم أن ياتوا إلى الكنيسة ولكن بعد التفجيرات امتلات بهم جنبات الكنائس، فهم يريدون بِنَا شرا والله يحوّله للخير، فنحن الكنيسة القبطية كنيسة مصرية أبية وقوية على مر العصور فلا داعي لأي قلق، فنحن نسلم حياتنا كلها في يد الله”.

الإنجيلية: الأحداث المؤسفة لا يمكن أن ترهب أي مؤمن بالله

وقال القس رفعت فكري سعيد، الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي، إنه رغم بشاعة التفجيرات التي حدثت في كنائس سريلانكا أثناء الاحتفال بعيد القيامة، وهو أمر مؤسف ومؤلم للغاية، لكن هذه الأحداث المؤسفة لا يمكن أبدا أن ترهب أي مؤمن بالله.

وأضاف “فكري” لـ”الوطن”، أن الله سبحانه وتعالي هو الإله المعتني بخليقته لذا فإن المؤمن لا يخاف ولا يرتعب، قائلا: “الرسول بولس أكد قديما على هذا المبدأ فقال إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت”.

وتابع: “عشنا أو متنا فللرب نحن، لهذا أثق أن المسيحيين في مصر لا يرهبهم أي مرهب فهم سيذهبون للاحتفال بالعيد دون خوف، والإرهاب لن يزيد المؤمنين بالله إله الحب والسلام إلا صلابة وشجاعة في مواجهة التحديات”.

وأعرب أمين مجلس كنائس الشرق الأوسط، عن أمله أن يستفيق العالم من سباته ويكافح الإرهاب والارهابيين ولا يتستر عليهم بدعوى حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الحق في الحياة الآمنة هو أبسط حقوق الإنسان.

الكاثوليكية: نلاحظ بامتنان مجهودات الدولة في توفير الأمن والاستقرار

الأب هاني باخوم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، أشار إلى أن المصريين يحتفلون هذه الأيام، بمناسبات دينية عديدة منها احتفالات الأقباط بأسبوع الآلام التي تتزامن مع احتفال المسلمين بمنتصف شهر شعبان، كما يأتي عيد القيامة للأقباط، فيما يستعد المسلمين للاحتفال بقرب شهر رمضان، معربا عن أمنياته أن تمر كل تلك الأعياد بأمان وسلام.

وقال “باخوم” لـ”الوطن”، إن الكنيسة تلاحظ بكل امتنان مجهودات الدولة في توفير الأمن والاستقرار بالكنائس والمساجد وغيرها من المنشآت الحيوية، مضيفا: “نطمئن الشعب أن ربنا موجود، وندعو أن تمر كل تلك الأعياد بكل سلام وخير على شعبنا”.

أما الأب رفيق جريش، رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر، أشار إلى أن أفكار الإرهاب في كل مكان، وأن “الإرهابيين هم كل متطرف”، قائلا: “نحن ننظر نحو نهاية أسبوع الآلام، ننتظر أيضا عيد القيامة وهو عيد الأمل والرجاء، فدم شهداء سريلانكا سيروي السلام والخير والمحبة”.

وأكد هاني عزت، مؤسس حركة “منكوبي الأقباط”، أن “أقباط مصر يعيشون في أمان الله أولا وثانيا الجيش والشرطة التي هي في حالة استنفار مدروس وتخطيط جيد لتـمين احتفالات عيد القيامة”.

وطالب “عزت” الأقباط، بالذهاب إلى الكنائس ورفع الصلوات لله أن يحفظ مصر من كل شر وإرهاب ومؤامرات مفزعة، مطالبا جميع الأقباط بالالتزام بتعليمات الأمن لتسهيل عمليات التأمين.

وتأتي احتفالات الأقباط، وسط تشديدات أمنية مشددة، خشية وقوع أي أعمال إرهابية، إذ أمَّنت قوات الأمن مدعومة بوحدات من القوات المسلحة، الكنائس، ومشطت الشوارع الجانبية في محيطها، ومنعت دخول السيارات والدراجات النارية إلى الكنائس أو الوقوف بجوارها، ونشرت كاميرات مراقبة فوق أسوارها وعززت من الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة حولها، ونشرت خبراء المفرقعات، وركّبت بوابات إلكترونية على مداخلها، وتم زيادة عدد أفراد الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنائس، ووجود حرم آمن حول كل كنيسة ونشر الصدادات الحديدية بمحيطها، والتأكد من هوية كل الأشخاص الداخلين للكنائس، ووجود خدمات من الشرطة النسائية، بكل كنيسة، لتفتيش السيدات.

https://m.elwatannews.com/news/details/4127152