القلم يعجز عن التعبير عن مشاعر الحزن والألم التي ألمت بشعب مصر من جراء الهجوم الذي استهدف الكنيسة البطرسية في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ضربة خسيسة أخرى يضربها الإرهاب الأسود للآمنين من مواطنى مصر، بعد أن استهدف مسجدًا يوم الجمعة الماضى، يصب ناره القذرة على نساء وأطفال يصلون مستهدفًا كنيسة ، فمصر تعيش أحرج لحظات تاريخها فإستهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إرهابية جبانة ، تخالف تعاليم الأديان كلها . كل هذا الإرهاب لن يثنى الشعب المصرى وقيادته عن المضى قدمًا فى حربه على الإرهاب الذي يأتينا من الداخل والخارج . وبرغم الحزن والألم الذي يشعر به المصريون إلا اننا سوف نعبر هذه المحن معاً . فالحوادث الإجرامية لن ترهب الشعب بل ستزيده إصرارا وصلابة على مواصلة التصدى لمثل هذه الجرائم.
الإنفجار طال السيدات وأغلبهن أنسات ومنهن كن طالبات نشيطات في الخدمة وهن الآن في الملكوت السماوي يخدمن أمام العرش الإلهي ، وقد سارع قداسة البابا فرنسيس بعد ساعتين فقط من الإنفجار بإدانة العمل الإرهابي وإعلان قربه الروحي مع قداسة البابا تواضروس الثاني والشعب المصري كله حكومة وشعباً وأقوى كلمة أثناء العظة هي الكلمة التي وجهها قداسة البابا تواضروس الثاني الكلمة للذين تسببوا في ألم لعائلات ولمصر فأين سيذهبون من العدل الإلهي فدم أخيك صارخ في الأرض ، لا راحة لضميرك ولا قلبك وإن كنت فعلت هذا لأجل أغراض أرضية وتظن أنك تستطيع أن تقف أمام الله الحي يوم الدينونة.هل فكرت في وقفتك يوم الدينونة والعار والهلاك الأبدي الذي بلا نهاية لا تحسب أنك حققت شيء فالألم الذي تسببت فيه سوف يهلكك . الشعب المصري لا يعرف العنف ولا الإرهاب فالتاريخ المصري نقي وإن كنا نتعرض لهذه العمليات علينا أن نعرف أن سفك الدم عقابه شديد عند الله ومصيره الهلاك الابدي .

ومهما كانت الإجراءات الأمنية صارمة أو دقيقة إلا ان هناك ضحايا غير الشهداء والمصابين هم الشباب المغيب مثل هذا الشاب الذي فجر نفسه وقتل 25 وأصاب 49 بعد أن تعرض لغسيل مخ بأسم الدين. فلابد من تغيير الفكر الديني الصحيح المحب للأخر والمسالم والوسطي وليس فقط العمل على إصلاح الخطاب الديني فهذا تغييراً محدوداً لأن الفكر المستنير يعمل على ترسيخ المبادئ والقيم والأخلاق وتصحيح الوعي والمفاهيم المغلوطة وزرعها في الأطفال ليصبحوا شباباَ آمن على نفسه وأسرته ومكان عبادته ووطنه. ” حمى الله مصر والمصريين “

الأب / رفيق جريش
رئيس لجنة الاعلام بمجلس كنائس مصر