أيّامٌ مباركة… منها ما مضى ولكن ها إنّ التاريخ يعيدها إلينا بإخلاص، ليذكّرنا أنّ الله حاضرٌ في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وأنّ بصمتها لا تزال هذه الأيّام حيّة، تنبض إيمانًا وتحثّنا على المضيّ قدمًا.

ومن هذه الباقة يوم ۱٠ مايو ۱۹٧۳، اليوم الذي وَقّع فيه قداسَة البَابَا بولس السَادس، أسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكيّة، وقداسَة البَابَا شنودَه الثالِث، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرسيّ المرقسيّ، على بيانٍ مشتركٍ في الفاتيكان، يؤكدّان فيه بتواضعٍ واتّضاع على أنّ كنائسهما غير قادرة على أن تشهد للحياة الجديدة في المسيح بصورة أكمل بسبب الإنقسامات القائمة بينها(…)

كان كلاهما ممتنَّا لعودة رفات القدّيس مرقس إلى مصر وهذا ما ساهم بتطوّر العلاقات بين كنيستَيْ روما والإسكندريّة، كما أدّى إلى هذا اللقاء الشخصيٍّ بينهما. صادف ذلك في فترة الإحتفال بمرور ١٦٠٠ عام على وفاة القدّيس أثناسيوس الإسكندريّ. وضعت هذه الإتفاقيّة حدًّا للجدل الذي نشأ حول مجمع خلقيدونية والذي أدّى إلى قطيعة بين روما والعديد من الكنائس الشرقيّة.

ويومٌ مباركٌ آخر كان في ١٠  مايو  من عام ٢٠١۳، وقد كان انتخابُ البابا فرنسيس حديثَ العهد، فأراد البابا تواضروس الثاني زيارته في الفاتيكان لِتَهْنِئَتِه. جاءت هذه الخطوة لإحياءِ الحدثٍ التاريخيٍّ الذي أراد البابا تواضروس أن يكرّره بعد أكثر من أربعين عامًا, أتى بادرةً تدلُّ كم أنّ لدى هذين البابوين رغبة في الحوار وفي المضيّ قُدُمًا في لقاء المحبّة هذا. واقترح البابا تواضروس الإحتفال بهذا العيد في١٠ مايو من كلّ عام، فلبسَ العيدُ حلّةَ الأخوّة. وتتابعت الزيارات كلّما سنحت الفرصة بذلك، وتتالت المعايدات في العاشر من مايو من كلّ سنة.

ويطلّ علينا هذا التاريخ الأن وفي عام ٢٠٢۳، أي بعد خمسين عامًا، وسيتحدّث بابا الإسكندريّة، تاوضروس الثاني، إذ سيكون إلى جانب البابا فرنسيس يوم المقابلة العامة التي يجريها كلّ يوم أربعاء. كما سيحتفل، ولأوّل مرّةٍ على الإطلاق غيرُ كاثوليكيٍّ، بالقدّاس الإلهيّ للمؤمنين الأقباط في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران.

فلتكُن قلوبنا متيقّظة ومصليّة طالبين بإيمان بركة السماء حتّى تساعدنا على عيش أخوّتنا المسيحيّة فنكون أدوات فاعلة ونساهم بتحقيقها بين كنائسنا.

ريما السيقلي

لجنة الإعلام – مجلس كنائس مصر